بغض النظر عما نجده فيها الا اننا لا نستطيع العوده لبيوتنا دون أن تكون تحت ابطنا..و نحن لا نفعل ذلك علي سبيل المنظره..فلم تعد قراءه الجرائد..ولا حتي الكتاب من مظاهر الوجاهه
هل حسبتم حتي الان نسبه الماده التي تقرؤنها في الجريده؟
لأقرب لكم الموضوع..أنت اشتريت خروفا لكي تذبحه..بالهنا والشفا,فاذا كان الخروف وزنه30 او 40 كيلو بعد ذبحه و سلخه و توضيبه سينتهي الي أن يصبح 15 كيلو فقط..و هذا ما فعلته مع احدي الجرائدالأسبوعيه..اذا حذفنا فراغات حواشي الصفحات.. المساحات البيضاء..و اذا حذفنا الاعلانات و المجاملات و صور الافراح و البنات..و اذا حذفنا بعض المقالات التي تصفي حسابات شخصيه و اذا حذفنا ما تنقله الجريده من جرائد سابقه من مواد حفظناها عن ظهر قلب..و اذا حذفنا أيضا الافتتاحيات التي لا يقرأها غالبا معظم القراء,..سيتبقي نسبه 15%فقط هي كل ما نقرؤه من المساحه الكليه للجريده و تشكل الرياضه و السينما نصفها..و رغم ذلك..نحن نشتري الجرائد...,اسأله بشكل عابر و هو مستغرق في قراءه الجرائد..ايه الاخبار؟..يرد بملل و زهق:مافيهاش حاجه..اسأل نفسي..اذا كان الناس لا يتوقفون عن شرائها برغم انها مافيهاش حاجه,تخيلوا بقي لو كان فيها..,
وبرغم ذلك..فكل جرائدنا لا تخلو من نزعه نرجسيه عجيبه..بل صارت مضحكه..وفي كل جريده تقرأهذا التعبير..نحن ننفرد..نحن أول من فتح هذا الملف..نحن الذين قلنا و حذرنا ..جريدتنا سبقت النيوزويك و التايمز..ولابد طبعا أن يذكر في الجريده أنها تحقق أعلي توزيع بين الجرائد كلها.. ومعظم الجرائد تقع في تناقض غريب..عندك مثلا..في القسم الفني..تجد لهجه دائمه لنقاد الفن..و هم يتباكون علي الزمن الجميل..يهاجمون تفاهه الأفلام و المسرحيات الجديده..ولا يدركون..أن مستوي كتابه المقالات النقديه نفسها في ترد واضح..بل ان بعض الجرائد في اختيارها للمانشيت و الصوره التي علي الغلاف..لا تختلف اطلاقا عن المدرسه التي يهاجمونها..فالفن التجاري..الباحث عن الايرادات لا يختلف عن الصحافه التجاريه الباحثه عن التوزيع..ان وجود راقصه علي الصفحه الأولي مع خبر مثير..لا يختلف في الهدف عن وجودها في مسرحيه أو فيلم..,
شيء اخر لفت نظري للغايه..ظاهره الوطنيه..و التشدق بحب الوطن و هموم المواطن في كل الصحف..و بلدنا كتب فيها قصائد حب و غرام..لو كانت حقيقيه لصارت شيء اخر..وبلدنا في رأيي ليست في حاجه الي قصائد حب صحفيه بقدر ما هي بحاجه اي معلومات و حقائق..,
أما الطامه الكبري فهي اذا ما ظهر تعبير ما في صحيفه ما.. وكان له أي صدي..,يصبح هذا التعبير مقررا في كل الصحف.. مثلا كمصطلح(زمن الفن الجميل) ..قرأته ذات مره 136 مره في يوم واحد..و اذا قال أحدهم(جلد الذات)نظل ثلاث سنوات لا نقرأ سوي جلد الذات,و اذا اخترع أحدهم (الشفافيه)نظل ندور في فلك الشفافيه حتي اشعار اخر.
و مع ذلك نشتري الجرائد..و سنظل نشتريها..ونفرها..و نقلبها..ثم ننظر بملل ونقول:مافيهاش حاجه..,ولقد عدت بالأمس حاملا كما مهولا من الجرائد فسألتني والدتي(بشفافيه):الجرائد فيها حاجه؟..فقلت لها طبعا انهم يتحدثون عن (زمن الفن الجميل)..قالت لي:ولكنك لا تحب هذا التعبير,فلماذا تصر علي أن تقرأها؟؟..قلت:هو نوع من( جلد الذات)..