|
| الرجل الالف ..... | |
| | كاتب الموضوع | رسالة |
---|
nowhy عضو شغال
عدد المساهمات : 689 تاريخ الميلاد : 16/06/1992 تاريخ التسجيل : 15/11/2009 العمر : 32 الموقع : el7or.forumsline.com العمل/الترفيه : medical records department المزاج : عادي
| موضوع: الرجل الالف ..... الأربعاء فبراير 03, 2010 7:35 pm | |
| الرجل الألف
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين , إله الأولين والآخرين , وجامع الناس ليوم الدين , حمداً يليق بوجهه الكريم , وسلطانه القديم , نحمده على كل النعم , ما علمنا منها وما لم نعلم , آتانا من كل ما سألنا , وأعطانا فوق حاجتنا , فله الحمد أولاً وأخراً , وله الحمد من قبل ومن بعد , وأشهد أن لا إله إلا الله الحي القيوم الذي لا تأخذه سنة ولا نوم وأشهد أن محمداً عبد الله ورسوله الأسوة الصالحة , والقدوة الحسنة عليه من ربه أفضل صلاة وأزكى سلام وعلى آله وأصحابه والتابعين ومن تبعهم إلى يوم الدين . وبعد ,,, الرجل الألف : هو ميدان للحديث , ومضمار للنقاش ’ وتاريخ عاشق , وتباريح عاشق. الرجل الألف : وللنفس هم , وللعين دمع , وللحضور وجود , وللوجود ضريبة . الرجل الألف : الأنين الدائم , والآه المتكررة , والسعي الحثيث , والطَرْف الذي لا ينام الرجل الألف : بز يوم أن عز , وحصد يوم أن زرع , وظهر يوم أن نصر , وتربع على القمة يوم أن شمت الهمة . الرجل الألف : إذا قال فعل , وإذا فعل صدق , وإذا صدق تواضع , وإذا تواضع صنع أثراً للعيان . الرجل الألف : ساق الملايين إلى جادة قناعته , وأثّر في العالمين بحسن قيادته حتى قيل فيه :- وفعل رجل في ألف رجل ,,, أبلغ من قول ألف رجل في رجل . الرجل الألف : يحضر فيُكرم , ويذكر فيشكر , ويعيش بين أفئدة الناس عزيزاً مقدراً الرجل الألف : عصامي من أول خطوة خطاها نحو التميز , {ذَلِكَ فَضْلُ اللّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ }المائدة54 لسنا وإن أحسابنا كرمت --- يوماً على الأحساب نتّـكلُ نبني كما كانت أوائلنا --- تبني ونفعل مثلما فعلوا الرجل الألف : عطاء متجدد , ونماء متزايد , وسعادة لا تغادر المحيّا , وفعالية ليس لها حدود . قال تعالى \"ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً عَبْداً مَّمْلُوكاً لاَّ يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ وَمَن رَّزَقْنَاهُ مِنَّا رِزْقاً حَسَناً فَهُوَ يُنفِقُ مِنْهُ سِرّاً وَجَهْراً هَلْ يَسْتَوُونَ الْحَمْدُ لِلّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ{75} وَضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً رَّجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَبْكَمُ لاَ يَقْدِرُ عَلَىَ شَيْءٍ وَهُوَ كَلٌّ عَلَى مَوْلاهُ أَيْنَمَا يُوَجِّههُّ لاَ يَأْتِ بِخَيْرٍ هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَن يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَهُوَ عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ{76} \" النحل 75, 76 . الرجل الألف : علو في الهمة , نقاء في المقصد , وضوح في المنهج , سعي إلى الهدف , حرص على الثواب من الله جل وعلا \"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ\" محمد (7) . الرجل الألف : رضي العناء والتعب لتنهض الأمة , وعشق السهر والتعب لترتفع الهمة , أحب كل عسير لتنطلق العزائم وتسير . الرجل الألف : صقر على الذرى يوم أن حام حول الجيف الغراب , ونحل على الزهر يوم أن طاف على الأذى ذباب , فشتان ما بين الثرى والثريّا . يا من يحاول بالأماني رتبتي --- كم بين مستغل وآخرُ راقي أأبيت سهران الدجى وتبيته --- نوما وتبغي بعد ذاك لحاقي الرجل الألف : اسم طرّز كل كتاب , ورسم زيّن كل جواب . وقسم لا يرضى إلا بموج السحاب . ونحن أناس لا توسط بيننا --- لنا الصدر دون العالمين أو القبر
الرجل الألف : ألف رجل في رجل , ممتزج من الأخلاق والآداب , ومن العلم والفهم , ومن الحرص والحذر , ومن السعي والسعادة , ومن الأمل والألم , ومن التفاؤل والعمل , حتى أصبح بكل تلك المقومات المتحدث في ناديه , والقائد على مجموعته والبارز في موهبته , والمتفوق في تخصصه , والعالم بأحوال الناس والأجناس , فظفر من خيري الدنيا والآخرة . الرجل الألف : في دين محمد صلى الله عليه وسلم هو أبن العقيدة الصادق . قد قمت أرقى في مدراج عزتي --- علمي دليلي والعزيمة سلّم ذهب الرقاد فحدثي يا همتي --- أن العقيدة قوة لا تهزم
الرجل الألف : موضوع محاوره ما يلي : - أولاً :- لماذا الرجل الألف . ثانياً : - مميزات الرجل الألف . ثالثاً : - نماذج من الرجل الألف . رابعاً :- ختاماً مع الرجل الألف .
لماذا الرجل الألف ؟ بالإجابة على هذا السؤال فإليك – أخي الكريم – هذه الأسباب الثلاثة التي جعلتني أتكلم عن هذا الموضوع , وهذه الأسباب الثلاثة هي نتيجة أسباب كثيرة تجعلني أتكلم عن الرجل الألف – ولكن بعد التنقية والتصفية خلصت إلى ما يلي :-
عدل سابقا من قبل nowhy في الأربعاء فبراير 03, 2010 7:52 pm عدل 1 مرات | |
| | | nowhy عضو شغال
عدد المساهمات : 689 تاريخ الميلاد : 16/06/1992 تاريخ التسجيل : 15/11/2009 العمر : 32 الموقع : el7or.forumsline.com العمل/الترفيه : medical records department المزاج : عادي
| موضوع: رد: الرجل الالف ..... الأربعاء فبراير 03, 2010 7:42 pm | |
| أولاً : - أن الإسلام دين العطاء والبذل , وهو دين التميز والصدارة ولذا استحق أن يعمل الجميع لأجله , وأن يضحوا ليبقى عزيزاً شريفاً كما أراده الله تعالى . هذا الدين العظيم يحب العاملين المخلصين , ويخلّد المثابرين المتميزين , قال تعالى\"وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ \" التوبة (105) . هذا الدين يريد أن يكون كل واحد من أتباعه كألف رجل في القول والفعل وما ذلك على الله بعزيز هذا الدين يخبرنا جميعاً بأن الإيمان موجود , والعمر محدود , والملائكة شهود , ولكن السعيد كل السعادة من عقل وعمل , والشقاء كل الشقاء من كسل وخمل , \"ضاف رجلاً أحد أصحابه فتعشى عنده ونام , فلما جن الليل عليه سمع الضيف دوياً بالقرآن في أرجاء البيت , فلما أصبح قال لصاحب البيت سمعت البارحة دوياً بالقرآن يطوف أرجاء البيت فمن هو ؟ قال صاحب البيت : تلك أختي تقوم الليل كل يوم , قال الضيف : أو لست أولى بذلك منها . قال صاحب البيت : يا هذا أما علمت أن في الناس موفق ومخذول , فأبواب الخير مشرعة , والطريق ممهدة , ولكن الهمة باردة , وكما قيل المرعي عشيب والجلب مريض . إن الإسلام وهو الذي يدعو إلى كل تلك المعاني والعناوين السامية الماجدة الخالدة لَيَعيش في هذا الزمن فترة الركود والدعة من أتباعه , هذه الفترة والتي انصرف الناس فيها - إلا من رحم ربي - إلى كل ما هو دون في هذه الدنيا , وتركوا بل تجنبوا كل سمو ورفعة هم أولى العالمين بها وأشدهم حاجة لها , وعميت أبصارهم عن الطريق الحق وحسن المآب قال تعالى \"زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآَبِ \" آل عمران (14) وقال تعالى \"وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَلَلدَّارُ الْآَخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ \" الأنعام (32) . الإسلام يدعو كل واحد من أتباعه أن يكون قدوة في النتاج الذي يبدع في تقديمه , ومباركاً أينما كان , ومؤثراً لغيره من المسلمين قال تعالى \"وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا \" الفرقان (74) . ويقول يوسف لعزيز مصر لما أدراك بأن وضع اقتصاد الدولة والأمة في خطر , وعَلِمَ بما وهبه الله من قدرات تكمن في الأمانة والعلم \" قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ \" يوسف (55) . وفي هذا السياق أيضاً يقول الحبيب عليه الصلاة والسلام المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير من المؤمن الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذلهم\" رواه الترمذي ويقول عليه الصلاة والسلام لأبي بكر رضي الله عنه لما أجاب على الأسئلة الأربع دلالة على أن الهم سام , والمركز الأول إنما لواحد , وشرف التنافس قال : \" ما اجتمعن لامرئ إلا دخل الجنة \" رواه مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه . ويقول لحسان في تحفيزه لموهبته وعطائه \" اهجهم وروح القدس معك \" , ويقول لعثمان لما أنفق ما عنده يوم العسرة \" ما ضر عثمان ما فعل بعد اليوم \" ويقول لعلي \"يأخذ الراية غداً رجل يحب الله ويحبه الله \" . إلى غير تلك النماذج التي تبين لنا أن هذا الدين العظيم دين البذل والعطاء , وأنه لا يرتضي بالدون لأتباعه وأنه نصوصه الشرعية تفيدنا جميعاً بأنه يريد أن يجعل كل واحد منا هو \" الرجل الألف \" .
ثانياً : - حاجة الأمة إلى الطاقات والكفاءات , فلقد تقدم بأن هذا الدين يعيش في فترة حرجة ولا يستطيع أن ينقذه مما هو بعد الله تعالى فيه سوى أبناءه المخلصين لذا فهو بحاجة ماسة إليهم أكثر من أي وقت أخر . وإني أسأل نفسي فعلاً لماذا لا نمزج ما نملكه من طاقات وقدرات مع همّ هذا الدين وهمّ رفعة شأنه , بمعنى لماذا لا يعلق الطبيب البارع مستواه ونجاحاته بالله تعالى ؟ ولماذا لا يكون المعلم وهو يؤدي وظيفته الدنيوية موظفاً للوظيفة الأخروية وهي الدعوة إلى الله تعالى ؟ ولماذا لا يجعل ما يلاقيه رجل الأمن من تعب وسهر ونصب خدمة لله ولدينه فتظفر عينه بأجر المرابطة في سبيل الله ؟ تكمن حاجة الأئمة أيضاً في القادة المؤثرين , ذلك أن نفعهم أعظم وتأثير أكبر وقبولهم عند الناس أوسع من أولئك الذين انكفئوا على ذواتهم واشتغلوا بعبادتهم ولم يلتفتوا إلى غيرهم . يقول إبراهيم أبن سعيد الجوهري : \" قلت لأبي أسامة : أيهما أفضل : الفضيل بن عياض أو أبو إسحاق الفزاري ؟ فقال : كان الفضيل رجل نفسه , وكان أبو إسحاق رجل عامة , وسئل الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله فقيل له : الرجل يصلي ويصوم ويعتكف أحب إليك أو يتكلم في أهل البدع ؟ قال : إذا قام وصلى واعتكف فإنما هو في نفسه , وإذا تكلم في أهل البدع فإنما هو للمسلمين وهذا أفضل . ويقول الإمام الذهبي : فالقادة الأعلام يوم من أيام أحدهم أكبر من عمر أجاد الناس وصدق المتنبي حين قال :- وكيف لا يحسد امرؤ علم *** له على كل هـــامة قدم والقائد في منهجه والقدوة في سيرته والذي ينتسب لهذا الدين العظيم إنما هو ألف رجل في رجل , ففي ثباته تجد السفر العظيم , وفي حكمته ترى المنهج القويم , وفي علمه وعمله تطمئن نفسك بأنه على طريق ... \" إياك نعبد وإياك نستعين \" الفاتحة(4) . ولذا كان من الضروري إيراد مثل هذا العنوان : الرجل الألف : لعل في أمة الإسلام نابتة --- تجلو لحاضرها مرآة ماضيها حتى ترى بعض ما شادت أوائلها --- من الصروح وما عاناه بانيها
ثالثاً : - لكي تحيا النفوس , وتعلو الهمم , وتشوق العزائم , وتسمو الأنظار , وتلتقي الهموم , وتسير من خلال ذلك كله قافلة هذا الدين , وتشدوا من على رواحلها ترانيم الأحرار , وأناشيد الأبطال . الرجل الألف : لكي نصحو من رقادنا , ونستيقظ من غفلاتنا , ونركز في دربنا , متطلعين إلى أهم أهدافنا وهو رضى الله جل وعلا . الرجل الألف : لكي نرسم ما عملت أيدينا ونلوح بما خطته أقلامنا , ونفخر بتلك الانتصارات التي قدنا جيوشها , فنشعر بما تستلذه قلوبنا محتسبين بذلك رضا ربنا تعالى وحسب . وآثار الرجال إذا تناهت *** إلى التاريخ خير الحاكمين
ثانيا : - خصائص الرجل الألف : - للرجل الألف خصائص ومميزات تميزه عن ملايين الرجال من حوله وتجعله فعلاً ممن يشار إليه بالبنان من أقرانه وأخصامه وغيرهم , ولولا اهتمامه بهذه الخصائص التي تكسبه التميز والصدارة بعد فضل الله تعالى لما عرفه الآخرين , ولما تأثروا من عطاءه , ولما أخذوا من علمه وعمله , بل إنه لا يستطيع هو أيضاً أن يرسم له مجلداً , أو يخلد له ذكراً , أو يبني له مجداً من دون تلك الخصائص . وسأبين بإذن الله تعالى بعض تلك الخصائص وأهمها في نظري , وسنرى جميعاً كيف تكسب هذه الخصائص أصحابها مسمى الرجل الألف .
| |
| | | nowhy عضو شغال
عدد المساهمات : 689 تاريخ الميلاد : 16/06/1992 تاريخ التسجيل : 15/11/2009 العمر : 32 الموقع : el7or.forumsline.com العمل/الترفيه : medical records department المزاج : عادي
| موضوع: رد: الرجل الالف ..... الأربعاء فبراير 03, 2010 7:44 pm | |
| 1- الإخلاص : - فالمخلصون هم الذين لا يبتغون مما يقدمونه من الناس جزاءً ولا شكوراً , بل يتطلعون إلى أن يرضى الله عنهم وأن يتقبل أعمالهم , وهم يدركون أن ثناء المخلوقين وذمهم إنما هو عارض يزول بزوال سبب ذلك الثناء والذم , ويكفي الإخلاص [ أنه أعظم أعمال القلوب والتي لا يطلع عليها إلا الله عز وجل وهو أن يريد الإنسان بقرباته وجه الله تعالى والدار الآخرة ] , والرجل الألف هو الذي ينشر عطاءاته بين الناس بعد أن زكّى نفسه ودوّن تقصيره وأبكى عينه وأطال سجوده وركوعه لله تعالى متيقناً بذلك كله أن لا توفيق إلا توفيق رب العالمين , وأن لا سداد في القول وهدى في الفعل ما لم يكن مصدرها من عند القوي العزيز سبحانه وتعالى .
2- حمل هم هذا الدين : فالرجل الألف هو الذي لا يتحرك ولا يتضح أثره إلا بدافع يحفزه لتلك الحركة , وهذا الدافع يكمن في الهم الذي يحترق من أجله وهو هم هذا الدين العظيم وهم تبليغه للناس والدعوة إليه والعمل بما جاء به وترك ما نهى عنه , وإن ما جعل أولئك الأوائل من السلف الصالح يعيشون بيننا إلى الآن وإلى يوم القيامة بمآثرهم ومواقفهم وأقوالهم حتى أصبح الواحد منهم كألف رجل إلا ذلك الهم الطاهر الذي كانوا يحملونه بين جنوبهم فعملوا وضحوا وقدموا من أجله كل ما يستطيعون تقديمه , فكان عملهم لذلك الهم سبباً في أن يكونوا ضيوفاً علينا بين الفينة والأخرى .
3- حب الخير للجميع :- فالرجل الألف لا يعيش لنفسه ولا لأهل بيته ولكنه يعيش لأمته , وكلما كبرت مساحة إهتمامه كلما زاد تفوقه ونجاحه , وخدمته تلك للجميع إنما هي عربون محبة يدين الله بها للأمة كلها , وهي إهداء يقدمه لكل فرد من أفراد أمته , وهذا الحب ينتج أيضاً خوفاً متكرراً عليها , فتجده مستمراً في تحذيرها من الأخطار والشرور والبدع , ومحفزاً لها في عمل الطاعات والصالحات الباقيات , ويهمّه أمر الصغير قبل الكبير والبعيد قبل القريب والمريض قبل الصحيح وهكذا ومع ذلك العذاب والمعاناة والحرص والخوف إلا أنه يعيش في لذة متناهية يوم أن جعل كل ذلك لله تعالى وهذا حال الرجل الألف قال ابن القيم رحمه الله \" قد أجمع عقلاء كل أمة على أن النعيم لا يدرك بالنعيم , وأن من آثر الراحة فاتته الراحة , وأنه بحسب ركوب الأهوال واحتمال المشاق تكون الفرحة واللذة , فلا فرحة لمن لا همّ له , ولا لذة لمن لا صبر له , ولا نعيم لمن لا شقاء له , ولا راحة لمن لا تعب له\" أ.هـ كلام ابن القيم . 4- التفاؤل :- الرجل الألف : لا يعترف بأن ما يواجه طريقه من عوائق تصده تحقيق ما يربوا إليه , أبداً بل إنه يوظفها تماماً لصالحه , وهو لا ينظر إلى الجانب السلبي من المشكلة أو الموقف ولا يهمّه الجانب الفارغ من الكأس , ولا يقلق من طول معاناة , أو تجدد مأساة , بل هو متفائل سعيد , متطلع إلى كل جميل قادم , معتمد على ربه جل وعلا والذي قال : فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً{5} إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً{6} الشرح (5 , 6 ) وقدوته في ذلك محمد صلى الله عليه وسلم الذي ضرب الصخرة ثلاثاً في دليلِ على أزمة قائمة مخففاً من وطأتها بوعود الفتح , وتاريخ الإنتصارات القادم , وهو الذي يرفض باب عرض ملك الجبال بأن يطبق على الكافرين الأخشبين ويقول:\"لا لعل الله يخرج من أصلابهم من يعبد الله ولا يشرك به شيئاً \" ويستقبل معاناة أصحابه حينما طالبوه بأن يدعو الله لهم ويقول ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار وليركبن الراكب من صنعاء إلى حضر موت لا يخاف إلا الله والذئب على غنمه \" إلى غير تلك الأمثلة النبوية التي تشهد على فضل التفاؤل وجمال تفعيله في كل أزمة وضائقة , وهو ( أي التفاؤل ) يعين بإذن الله أن يسير الرجل الألف و هو مستشرفاً متطلعاً إلى نهاية الطريق متفائلاً بما سيجنيه بإذن الله تعالى من بعد ذلك المسير .
5- التحلي بأخلاق الإسلام . فالمؤمن الذي يريد أن يؤثر بكل ما حوله لا بد أن يتحلى بأخلاق دينه والتي هي من أهم عوامل التأثير , فالناس بطبعهم يحبون من يؤثر على نفسه للآخرين , ومن يكرمهم ويتودد لهم , ويتواضع بمنزلته الرفيعة عندهم , وتأسرهم الكلمة الطيبة والابتسامة والمعاملة الحسنة , وفي هذا تأسي بنبي الرحمة عليه الصلاة والسلام , والذي كان خلقه القرآن الكريم كما قالت عائشة رضي الله عنها وقال تعالى : \" وإنك لعلى خلق عظيم \"القلم (4) وقد قال عليه الصلاة والسلام \" أقربكم مني مجلساً يوم القيامة أحسنكم أخلاقاً\" . وقال : \" وزعيم بيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه \" قال معاوية رضي الله عنه لعرابة الأوسي : بم سُدت قومك قال : كنت أعطي سائلهم , وأعفوا عن جاهلهم , وأسعى في مصالحهم , فمن فعل مثل فعلي فهو مثلي , ومن زاد عليه فهو خير مني , ومن قصر عنه فأنا خير منه \" .
6- التضحية : لا شك أن صاحب الهم له رسالة عظيمة , وهذه الرسالة لكي تصل للجميع لا بد لها من تضحيات , ولأن عرضها للناس يحتاج إلى جهد نفسي ومعنوي ومادي , والناس لا يمكن أن يتفقوا على قبول أمر واحد , فالآراء كثيرة والأفهام متعددة وسيجد من أولئك المتلقين لرسالته أنواع الاستهزاءات والسخريات والتحطيم المتنوع والرسائل السلبية المختلفة لذا كان من اللازم تقديم التضحيات التي تخدم رسالته وتوصله إلى هدفه ويستحق بها أن يكون الرجل الألف , ومن يتأمل سيرة محمد صلى الله عليه وسلم يجد ما يغنيه من القصص والأخبار التي تفيد المؤمن في أنه عليه الصلاة والسلام خير من ضحّى وقدّم لأجل هذا الدين , وخير من صبر على أنواع الأذى التي تعرض لها بأبي هو وأمي عليه الصلاة والسلام فهو خير قدوة عليه الصلاة والسلام .
7- النظرة السامية : فـ \" الرجل الألف \" لا يأبه بتوافه الأمور , ولا يقف عند سفاسفها , ولا ينزعج مما يعتري طريقه من الخلط والشطط , والمزالق والشبه , بل إنه يرتفع بنظرته السامية عن كل دنيّةٍ وهوان , وهو يعلم جيداً أن مجرد التفكير في تلك الأمور الهينة إنما هو ضياع في وقته , ودمار في إنجازاته , لذا فإنه سيره مستمر نحو هدفه , جاعلاً كل نقد أو حرب أو غيرها أدوات للتفوق والنجاح وروافد للتميز والصدارة . يخاطبني السفيه بكل قبح --- فأكره أن أكون له مجيبا يزيد سفاهةً فأزيد حلماً --- كعودٍ زاده الإحراق طيباً
8- المبادرة : - من أسس النجاح والتميز , والمبادرة هي التي صنعة الرجل الألف : فهو بطبيعته نهّاز للفرص , لا يجعل مواقع النجاح تفوته , ولا يؤمن بالتخلف أو التردد وكم أخر التخلف أُناس كانوا قادرين على أن يكونوا بصمات واضحة في مجتمعاتهم , وكم تسبب التردد في قتل مواهب وطاقات وإمكانيات كان بالإمكان استثمارها لصالح الأمة جمعاء ولكي تعرف أهمية المبادرة عند الرجل الألف فأسأل نفسك ما الذي جعل عكاشة بن محصن رضي الله عنه يحوز على فضل دخول الجنة بلا حساب ولا عقاب , وما السر في أن ينال أبو دجانة ما ناله في غزوة بدر ؟؟ , كل ذلك وبعد التأمل الحقيقي الصادق يجعلك تؤمن بأن المبادرة من أهم خصائص الرجل الألف .
9- تحديد الأهداف : الرجل الألف : لا يعيش عشوائية في حياته , ولا يحب التخبط في معاملاته وعلاقته , بل هو يسير وفق آلية مخطط لها في نهايتها تلك الأهداف التي يسعى فعلاً إلى تحقيقها إذ أن الذي يسعى للحياة والكسب والإنجاز في هذه الدنيا بدون رسم أهداف لن يصل إلى ما يريد وإن وصل فبصعوبة ومشقة . إذاً فلنرسم لحياتنا الخطة الشاملة , ولنضع أمام أعيننا تلك الأهداف التي متى ما حققت كان لنا الخير الكثير , ولمن حولنا الفائدة المرجوة والمبتغاة , ومما يجدر الإشارة له بأن الأهداف تختلف باختلاف الميول والرغبات , وترسم مع الأخذ بالطاقات والمواهب والإمكانات , ومنها القصير المدى والمتوسط المدى , والطويل المدى , وينبه أيضاً بأن تكون تلك الأهداف محددة وواضحة وقابلة للقياس , وأن تحدد بوقت زمني معلوم .
10- عدم العجز والكسل : إن من أهم خصائص : الرجل الألف : السير الدءوب وعدم التراخي أو الكسل والعجز في طريق التميز والنجاح والرجل الألف : يعرف تماماً بأن الوقت أغلى ما يملك وان التفريط في دقائقه وساعاته إنما هو من العبث المذموم ويعرف أيضاً بأن الحياة قصيرة وأنها لا تنتظره , وهي ميدان للمتنافسين على الإنجاز والنجاح , ولننظر إلى الناجحين في محيطنا ولندرس حياتهم وتجد إن من أهم صفاتهم مواصلة السير ومتابعة المسير , واعلم .... إذا أنت غمّت عليك السماءُ --- وضلّت حواسك عن صُبحها فعش دورةً في ظلام القبور --- تغوص وتسبح في قيحها تكلم أبرز خصائص الرجل الألف – والذي أستطاع أن يجعل له بصمة , وأن يكون له أثر , وان يبني له مجد , وأن يكون علامة فارقة في التاريخ الذي عاشه , ورقماً صعباً بين أفراد مجتمعه .. فأين نحن منه ؟ ولماذا لا يتكرر نموذجه ؟ لتصبح أمتنا كما كانت هي الأولى وهي صاحبة السيادة والقوامة .
ثالثاً : - نماذج من الرجل الألف نماذج \"الرجل الألف \" في تاريخ محمد صلى الله عليه وسلم كثيرة وأكبر من أن تحتويها بضعة وريقات , ولكني سأقف هنا على أربعة منها وسأذكر مع كل نموذج أبرز خصائصه والعوامل التي جعلت منه شخصية . الرجل الألف . وبهذا يتضح لنا المقصود من هذه الكلمتين العظيمتين - الرجل الألف - والمطلوب أن نحذو حذوهم , ونتأسّى بسيرهم , ونحاكي شخصياتهم علينا أن نكون ممن يؤثر في المجتمع ويغير فيه ويبني في أرجاءه الصروح التي تنتظرها لأمة .
| |
| | | nowhy عضو شغال
عدد المساهمات : 689 تاريخ الميلاد : 16/06/1992 تاريخ التسجيل : 15/11/2009 العمر : 32 الموقع : el7or.forumsline.com العمل/الترفيه : medical records department المزاج : عادي
| موضوع: رد: الرجل الالف ..... الأربعاء فبراير 03, 2010 7:57 pm | |
| النموذج الأول : أبو بكر الصديق رضي الله عنه . عبد الله بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب القرشي التيمي , لقب بألقاب عديدة تدل على سمو مكانته , وعلو قدره ومنها العتيق , الصدّيق , الصاحب , الأتقى , الأوّاه , كان رضي الله عنه عالماً بالأنساب , تاجراً , وموضع ألفة بين قومه , تميل القلوب إليه , لم يشرب خمراً في الجاهلية , ولم يسجد لصنم أبداً .
أما لماذا أبو بكر رجل ألف فللأمور التالية :- 1- لأنه أول من أسلم من الرجال , وقد أسلم رضي الله عنه بدون تلعثم أو تردد , فحاز على أفضلية السبق , قال صاحبه حسان رضي الله عنه في ذلك : إذا تذكرت شجواً من أخي ثقة --- فاذكر أخاك أبا بكر بما فعلا خير البرية أتقاها وأعدلها --- إلا النبي وأوفاها بما حملا الثاني التالي المحمود مشهده --- وأول الناس قد صدق الرسلا وثاني اثنين في الغار المنيف وقد --- طاف العدو به إذ صعد الجبلا وعاش حميداً لأمر الله متبعاً --- بهدي صاحبه الماضي وما انتقلا وكان حب رسول الله قد علموا --- من البرية لم يعدل به رجلا 2- لدعوته إلى دين الله تعالى , فقد تعلم من حبيبه حب الدعوة إلى الله تعالى , والعمل لذلك , وان الإيمان لا يكمل حتى يهب المسلم نفسه وما يملك لله رب العالمين , ومن أول ثماره رضي الله عنه في الدعوة ان أسلم ستة من العشر المبشرين بالجنة على يده رضي الله عنهم جميعاً , وقبل ذلك فقد عمل على إسلام كافة أفراد أسرته فأسلم نسائه وبناته وخدمه وقد أستمر في دعوته لأبيه حتى أسلم يوم الفتح . 3- الصبر على الابتلاء , فلقد أوذي رضي الله عنه من قريش جراء إتباعه لمحمد صلى الله عليه وسلم فحثي على وجهه التراب , وضرب بالنعال حتى ما يعرف وجهه من أنفه , وحمل إلى بيته في ثوبه وهو ما بين الحياة والموت . 4- دفاعه عن الحبيب عليه الصلاة والسلام فهو أول من دافع عن الرسول صلى الله عليه وسلم , فهو الذي يصد أذى قريش عن صاحبه عليه الصلاة والسلام ويقول \" أتقتلون رجلاً يقول ربي الله \" ومن صور دفاعه وخوفه على الرسول صلى الله عليه وسلم إنهما وهما في طريقهما إلى المدينة كان أبوبكر يمشي أمامه تارة , وورائه تارة , فسأله النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك فقال : أذكر الرصد فأكون أمامك وأذكر الطلب فأكون ورائك فرضي الله عنك يا أبا بكر وصلى الله على الحبيب عليه الصلاة والسلام . 5- قراراته المصيرية ومن ذلك أن قاتل ما نعي الزكاة وأمضى جيش أسامة بن زيد رضي الله عنه , وحارب المرتدين , كل تلك الأمور العظام كان لابد لها من قوة في الرأي وأن يكون الرأي في الوقت المناسب خاصة وأنها مسائل أثير حولها النقاش فأصبح لها مؤيد ومعارض وكان لأبي بكر القول الفصل فيها رضي الله عنه . 6- سباقه لفعل الطاعات رضي الله عنه فلقد دعا الحبيب عليه الصلاة والسلام إلى الصدقة فقال عمر رضي الله عنه اليوم أسبق أبا بكر إن سبقته فأتى بنصف ماله قال عليه الصلاة والسلام فماذا أبقيت قال أبقيت النصف الأخر فجاء أبو بكر رضي الله عنه بماله كله فقال عليه الصلاة والسلام فماذا أبقيت لأهلك قال أبقيت لهم الله ورسوله قال عمر لا أسبق أبا بكر بعد اليوم أبداً . 7- كان أبو بكر رضي الله عنه يعلم بأن القائد أو الإمام في قومه أحوج الناس بمحاسبته لنفسه وبحاجته لربه جل وعلا فكان رضي الله عنه دائم التضرع والذكر يُرى في أكثر أوقاته كثير الفكر وكان مما ورد عنه إذا سمع من يمدحه أن يقول \" اللهم أنت أعلم بي من نفسي وأنا أعلم بنفسي منهم اللهم أجعلني خير مما يظنون , وأغفر لي ما لا يعلمون , ولا تؤاخذني بما يقولون\" 8- وكان رضي الله عنه يسعى في حاجة أهله واخوانه وأصحابه فكان مضيافاً للضيوف , كريماً في العطاء , رحيماً بالضعفاء , وكان يحلب أغنام الحي قبل وبعد الخلافة , وكان يتعاهد أم أيمن اقتداءً بالحبيب عليه الصلاة والسلام حتى قال عنه عمر أتعبت الخلفاء بعدك يا أبا بكر. هذه ثمان من المحاور تتعلق بشخص أبي بكر رضي الله عنه , والمتأمل في هذه الثمانية يدرك بأن من عمل بها وأتقنها فسيصبح رجلاً كألف رجل . رضي الله عنك يا أبا بكر وجمعنا بك وبحبيبنا محمد عليه الصلاة والسلام في جناته جنات النعيم .
النموذج الثاني : - عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه : هو عمر بن عبد العزيز بن مروان الخليفة الصالح , أبو حفص خامس الخلفاء الراشدين ولد بحلوان بمصر , سنة 61هـ وقيل 63هـ وأمه أم عاصم بنت عاصم بن عمر بن الخطاب رضي الله عنه وقد حاز هذا الرجل مكانة الرجل الألف للأمور التالية : - أولاً :- حبه للحبيب عليه الصلاة والسلام ولشدة إتباعه له قال زيد إبن أسلم عن أنس رضي الله عنه : ما صلينا وراء إمام بعد الرسول صلى الله عليه وسلم . أشبه صلاة برسول الله صلى الله عليه وسلم من هذا الفتى يعني عمر بن عبد العزيز وهو أمير المؤمنين قال زيد ابن أسلم فكان يتم الركوع والسجود ويخفف القيام والقعود , أخرجه البيهقي في سننه . ثانيا : - حبه للآخرة وترفعه عن الدنيا وزهده عنها وعن مغرياتها وشهواتها وملذاتها , فقد قدم إليه مركب الخليفة فقال : ائتوني ببغلتي وقال فرات ابن السائب : قال عمر بن عبد العزيز لامرأته فاطمة بنت عبد الملك وكان عندها جواهر أمر لها بها أبوها , لم يُرى مثلها . قال لها : اختاري إما أن تردي حليك إلي بيت المال وإما أن تأذني لي في فراقك , فإني أكره أن أكون أنا وأنتي وهي في بيت واحد , فقالت : لا بل أختارك عليها وعلى أضعافها , فأمر بها فحملت حتى وضعت في بيت مال المسلمين وقال مالك ابن دينار : الناس يقولون مالك زاهد وإنما الزاهد عمر ابن عبد العزيز التي أتته الدنيا فتركها . ثالثاً : اهتمامه بأمته وحرصه عليها أشد الحرص قال عطاء ابن أبي رباح : حدثتني فاطمة امرأة عمر أنها دخلت عليه وهو في مصلاة تسيل دموعه على لحيته , فقالت يا أمير المؤمنين : لشيء حدث ؟ قال : يا فاطمة إني تقلدت من أمر أمة محمد صلى الله عليه وسلم أسودها وأحمرها فتفكرت في الفقير الجائع , والمريض الضائع , والعاري المجهود , والمظلوم المقهور , والغريب الأسير , والشيخ الكبير, وذو العيال الكثير والمال القليل, وأشباههم في أقطار الأرض وأطراف البلاد فعلمت أن ربي سائلي عنهم يوم القيامة فخشيت أن لا تثبت لي حجة فبكيت . رابعاً : - عدله رحمه الله . كان من أعدل الناس , وأحرصهم على العدل وقد تحدثت كتب التاريخ عن هذه الصفة الجميلة التي كان عليها الإمام العادل ومن ذلك أن أحد عمّاله كتب إليه قائلاً : إن مديتنا قد خربت فإن رأى أمير المؤمنين أن يقطع لنا مالاً نرممها به فعل , فكتب إليه عمر , إذا قرأت كتابي هذا فحصّنها بالعدل , ونقّ طريقها من الظلم , فإنه مرمتها والسلام , ولقد عرف زمان عمر بن عبد العزيز بزمان العدل والأمن والجدة . كتب الجرّاح بن عبد الله إلى عمر بن عبد العزيز أن أهل فرسان قوم ساءت رعيتهم , وأنهم لا يصلحهم إلا السيف والسوط فإن رأى أمير المؤمنين أن يأذن لي بذلك فكتب إليه عمر أما بعد , فقد بلغني كتابك تذكر أن أهل فرسان قد ساءت رعيتهم وأنه لا يصلحهم إلا السيف والسوط فقد كذبت بل يصلحهم العدل والحق فأبسط ذلك فيهم , والسلام . خامساً : - كرمه وإيثاره . قال رجاء بن حيوه , سمرت ليلة عند عمر فانطفأ السراج , قلت أفلا أقوم ؟ قال لي : ليس من مرؤة الرجل استخدامه ضيفه , فقام إلى بطة الزيت وأصلح السراج ثم رجع ثم قال : قمت وأنا وعمر بن عبد العزيز ورجعت وأنا عمر بن عبد العزيز . إلى غير تلك المناقب والمآثر التي أتصف بها عمر بن عبد العزيز رحمه الله , وحاز بسببها لقب الرجل الألف فرحمه الله رحمة واسعة وجمعنا به وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم في مستقر رحمته .
النموذج الثالث : - أحمد بن حنبل رحمه الله هو أحمد بن محمد بن حنبل ابن هلال بن أسد بن إدريس من بني شيبان بن ذهل ولد في ربيع الأول سنة 164هـ مات والده وهو طفل وقد عد هذا الرجل من النماذج النيرة في تاريخ أمة الإسلام لأسباب كثيرة ومقومات عديدة من أبرزها. أولاً :- همته في طلب العلم : فقد إبتدأ في طلب العلم وعمره أثنتا عشر سنة وقد سافر من أجله إلى بلاد بعيدة , وقد ظهرت عليه فحائل النجابة , وقد أخذ عن جماعة من العلماء فمنهم سفيان الثوري وسفيان بن عيينة , و وكيع , وعبد الرزاق , وأبو نعيم , ويحي القطان وغيرهم . ومن القصص العجيبة في حرصه على الترحال لأجل طلب العلم ما حصل بينه وبين رفيقه يحي بن معين حين اتفقا على أنهما بعد انقضاء الحج يمضيان إلى صنعاء اليمن يأخذان الحديث عن عبد الرزاق , فوجداه في الطواف فقال يحي : قد أراحك الله مسيرة شهر ورجوع شهر والنفقة , فقال الإمام احمد : ما كان الله ليراني وقد نويت نية أفسدها بما تقول , ثم سافرا إلى صنعاء اليمن وأخذا عنه . ثانياً : حب الناس له . لهذا ما كان رجلاً ألفاً بأخلاقه الحميدة وصفاته الرائعة حتى أسر قلوب الناس واستهوى أفئدتهم , قال أبو بكر المروذي له : ما أكثر الداعين لك , فهطلت عيناه بالدموع وقال : أخاف أن يكون هذا استدراجاً أسأل الله أن يجعلنا خير مما يظنون ويغفر لنا ما لا يعلمون . ثالثاً : - جمعه للمناقب الشريفة وللمحامد المجيدة . قال أبو عمير ابن النحاس الرملي فيه : \" رحمه الله , عن الدنيا ما كان أصبره وبالماضين ما كان اشبهه , وبالصالحين ما كان ألحقه , عرضة له الدنيا فأباها , والبدع فنفاها , واختصه الله سبحانه وتعالي بنصرة دينه , والقيام بحفظ سنته , ورضيه لإقامة حجته , ونصر كلامه حين عجز عنه الناس . وقال أبو داود السجستاني صاحب السنن : لقيت مئتين من مشايخ العلم , فما رأيت مثل أحمد بن حنبل ولم يكن يخوض في شيء مما يخوض فيه الناس , فإذا ذكر العلم تكلم وقال أبو زرعة الرازي : ما رأت عيني مثل احمد بن حنبل فقيل له :في العلم ؟ فقال في العلم والزهد والمعرفة وكل خير ما رأيت عيني مثله . رابعاً : - ثباته على الحق رحمه الله : لقد اعترض أحمد بن حنبل رحمة الله عليه فتنة عظيمة , وبلية جسيمة , عذب من أجلها وصبر , ونيل بسببها وشكر , احتسب بذلك كله وجهه الكريم سبحانه وهي فتنة خلق القرآن , وهي معلومة لا يتسع المجال لذكرها المهم أن نعلم أنه ثبت على القول الحق في هذه المسألة وقال القرآن منزل من عند الله وليس مخلوق , خالف الحاكم والمحكوم لكنه صبر , لامه القريب والبعيد فلم يلتفت إلى لومهم , كان يرى الصدور والأعين تتوجع من أجله ومما يلاقيه فيقول ذلك قضاء الله وقدره وأنا راضي به , رحم الله أحمد بن حنبل وجمعنا به في جنات النعيم . النموذج الرابع : الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله أبو عبد الله , عبد العزيز بن عبد الرحمن بن باز أحد الثلة المتقدمة في العلم بالشرع الإسلامي المنزل على خاتم الرسل عليه الصلاة والسلام , المتمثل في شخصه الكريم مشيخة الإسلام في هذا العصر الذي وصف بإمام أهل السنة في هذه الفترة المحدث الأثري الفقيه النابغة مفتي الديار رحمه الله ولد في الرياض في اليوم الثاني عشر من ذي الحجة عام 1330هـ , نشأ على رسالة الإسلام , واقتدى بسيد الأنام الرسول محمد عليه الصلاة والسلام , وسار على طريق التوحيد , وشهادة أن لا إله إلا الله وان محمد رسول الله , عَمِيَ صغيراً فنال كثيراً ومما ناله من العمى الأجر والمثوبة والذكاء المفرط , والغفلة من مباهج الحياة وزينتها , والاستفادة من مركب النقص في العينين . رأيتك أعمى العين صار ضياؤها --- بقلبك حتى صرت فجراً مبلجا فصار سواد العين في القلب فاقتدا --- ينظم من نور الشريعة منهجا توفي رحمه الله في العام العشرين بعد الأربعمائة والألف في السابع والعشرين من شهر محرم , وعمره (90عاماً ) تقريباً . أما لماذا شكل أبن باز الرجل الألف فلأمور كثيرة أذكر منها أربعة : - أولاً : - حفظه للوقت واستثماره له . فقد كان رحمه الله مثلاً يضرب به في حفظ الوقت , ومع ما كان يحمله من هموم وآلام والتزامات أسرية وغيرها إلا انه استطاع أن يوفق بين ذلك كله بحفاظه على وقته , ودقته في تسييره لأموره , وعنايته بترتيبه لأولويات حياته , وبالإضافة إلى شرحه لأمهات الكتب ما تحتاجه إلى تلك الشروحات من تحضير وعناية إلا انه لا يتأخر عن عمله المكتبي سواءً في القضاء أو في الجامعة الإسلامية أو الإفتاء , وكان يستقبل الناس ويضيفهم خاصة أولئك القادمين من بلاد بعيدة , وكان أيضاً يستقبل المكالمات من جميع أقطار العالم , ومع ذلك كله أيضاً إلا انه لا يغفل الجانب الروحاني مع الله تعالى من ذكر لله تعالى وقراءة القرآن وقيام الليل , المهم أن كل دقيقة في حياته كانت لله تعالى , وكان – رحمه الله – وقفاً لله تعالى لا يكل ولا يمل ولم يعرف عنه – رحمه الله – سآمته من دعوة , أو ضيقة من سائل أو مستفتي , وهذه ثمرة مهمة وفائدة غالية لو أدركها قلب كل واحد منا لأصبح بيننا مئات من أمثال ابن باز رحمه الله .
ثانياً : - من السمات التي جعلت ابن باز رجلاً ألفاً : - نقاء سريرته , وصفاء روحه , وجمال قلبه , كان إذا غضب سبح الله تعالى , وإذا تعدي عليه قابل ذلك التعدي بالإحسان , بل حدث من يعرفه أنه لا يحمل حقداً ولا حسداً على أحد , كان يتميز بتواضعه ولينه ولطفه مع الجميع , وكان من دعائه دعائه للمسلمين في مشارق الأرض ومغاربها . قلت ... هذه صفة الأبطال ومنقبة القادة وميزة النوادر من الرجال , نعم إنها السير الحثيث إلى لهدف المنشود بقلب صادق طاهر نقي , إنها الترفع عن كل سفيفة ورديئة , وعن كل هرطقة خبيثة , وعن كل تصرف أخرق , إنه التغابي وليست الغباء , والتجاهل وليست الجهل , والتعامي وليس العمى . ليس الغبي بسيّدٍ في قوم *** لكنّ سيّد قومه المتغابي ثالثاً : - ومن سمات الرجل الألف – عن عبد العزيز بن باز رحمه الله أنه كان شيخاً مثالاً للعالم الرباني في العلم والهدى والدعوة والبيان والنصح لله ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم , مثالاً للآمر بالمعروف والناهي عن المنكر بالحكمة والموعظة الحسنة . وكان مثالاً أيضاً للعالم البصير بأحوال الواقع وظروفه , والمطلع على أحوال الأمة وجراحاتها : ومثالاً للعالم الذي بذل وقته للناس ومصالحهم فهو النموذج الفريد والرجل الألف في عصر قل فيه أمثاله ومن هنا يتضح جلياً أن الشيخ ابن باز – رحمه الله ــ كان بركة على الأمة في حياته وبعد مماته , وهكذا يكون العالم الرباني , تعم بركته حتى يستغفر له أهل الأرض والسماء . رابعاً : - الرضا والقبول والتسليم بما كتبه وقدره عليه الله جل وعلا من إعاقة في بصره وهذا الرضا يضفي على القلب سعادة ربانية ينتج من خلالها العمل الدوؤب والسير المتواصل مع تلك الإعاقة الجسيمة , بل إنه أستطاع بتلك الإعاقة أن يغير الكثير من المفاهيم والمبادئ والقيم وذلك بأن أنار الله بصيرته , وأن يصل إلى تلك الأهداف التي لم يستطع غيره من أصحاب النظر أن يصلوا إليها : - تموج السطور لذكر ابن باز --- ويعلو على هامة الحرف نور ويجري القصيد ليحكي الحياة --- حياة الإمام التقي الصبور حياة تسامت بنور اليقين --- وعلم أضاء بكل الدهور كفيف وأبصر جسر النجاة --- وكم من بصير أضاع الجسور
نعم لقد استطاع ابن باز – رحمه الله – أن يصنع من المستحيل ممكناً ومن اللامعقول معقولاً جداً , ومن المحنة منحة , ومن الإعاقة إفاقة , فارتقى على تلك المنابر الربانية , واعتلى تلك الدرجات العلمية , وتسامى بتلك الهمّة القويّة فأصبح رجلاً ألفاً , وأقول لقد صنع ابن باز الأعمى ما صنع من المجد والسؤدد والتاريخ فماذا صنع أصحاب الأبصار والعيون . فقل للعيون الرمد أعينٌ --- تراها بحق في مغيب ومطلعِ وسامح عيوناً أطفأ اللهُ نورها --- بأبصارها لا تستفيق ولا تعي
رحم الله ابن باز وجمعنا به وبحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم في جنات الخلود .
رابعاً :- ختاماً مع الرجل الألف :
وبعد أن عرفنا الرجل الألف وعرجنا على بعض خصائصه ومميزاته وتحدثنا عن نماذج أربعة كل نموذج بألف رجل , فإني أستأذنكم في هذه الدعوة التي تصدر من القلب وتنبع من الفؤاد وأحسب أنها صادقة بإذن الله تعالى , دعوة إلى كل رجل وكل امرأة ينتميان إلى هذا الدين العظيم ويشرفان بتبعيتهما للحبيب محمد صلى الله عليه وسلم , دعوة ملأها الحب والوئام , والود والسلام أبتغي بها رضى الواحد العلام . أقول فيها ... هيا بنا جميعاً إلى أن يشكل كل واحد منا الرجل الألف , أو المرأة الألف , بإمكانيات نحن نملكها وهبنا إياها ربنا جل وعلا , وبقيم تربينا عليها كان مصدرها الوحيين الشريفين , وبفكر رصين حملناه وندين الله تعالى به , وقبل ذلك كله بإخلاص وصدق مع الرب سبحانه وتعالى . هيا لكي نغيَر العالم كله من واقع الفساد والانحلال إلى مستقبل الصلاح والخير والتعاون على البر والتقوى ولن يحصل ذلك إلا حينما يستشعر كل واحدٍ منا أهميّته وماهيته في هذه الدنيا , ويدرك بأنه يستطيع أن يقدم شيء لنفسه وأمته ووطنه. هيا لكي نجسد معاني النجاح , والتميز , والتفوق , والتمكين والعطاء والبناء , ونحارب كل معنى للهدم والإتكالية والفشل , والدعة والسكون . هيا ... لنتعلم خصائص التفوق , ورسائل النجاح , وندرس عن حياة المتميزين والناجحين في أقوامهم فكل ذلك يبعث في صدورنا الحماس والقوة بأن نحرك ونتحرك ومن ثم نتغير ونغير . هيا ... إلى سمو الأخلاق الرفيعة , والصفات الحميدة , والمآثر الفضيلة , ودعونا نترفع عن سيء الأخلاق وعن الفاحش من القول أو الفعل . هيا .... لكي نحصد من حياتنا نتاج ينفعنا في آخرتنا ونكسب من ديننا معرفة نتقي بها شر النار ونخلّد في أيامنا ذكرى تبقى لنا بعد مماتنا . هيا ... إلى العمل الصالح الممتد والذي لا ينتهي حتى تقوم الساعة . هيا لتحقيق معنى التقوى في القلوب , فهي منشأ للنجاح , ومبتدأ للتميز , ومذاكرة للعقل والقلب ومحاسبة للنفس , وتصحيح للأخطاء , ومراجعة للأعمال والأقوال , فهي مفتاح تفريج الهموم وتنفيس الكروب , والسبب في الرزق والولد والمطر وغفران الذنوب . هيا ... يا رعاك الله فلا زال في جعبتك الكثير , ولا زلت تمتلك الكثير , فأقدم وقدم , واحذر أن تتأخر , فالحياة فرص , وهي مزرعة الآخرة . هيا ... فلا زال ظني فيك خيراً , ولا زالت بقيّة خير فيك , فاستعن بالله ولا تعجز . وفقني الله وإياك وجميع المسلمين لكل خير , ورزقنا الإخلاص في القول والعمل , والهدى والسداد في الدنيا والآخرة . سبحان ربك رب العزة عما يصفون , وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين , وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً .
| |
| | | nowhy عضو شغال
عدد المساهمات : 689 تاريخ الميلاد : 16/06/1992 تاريخ التسجيل : 15/11/2009 العمر : 32 الموقع : el7or.forumsline.com العمل/الترفيه : medical records department المزاج : عادي
| موضوع: رد: الرجل الالف ..... الأربعاء فبراير 03, 2010 7:59 pm | |
| بقلم : حسين سعيد الحسنية الاثنين 22/11/1430هـ
المصادر والمراجع 1. سر التميز محمد اليامي 2. صنعة العظماء د/ علي الحمادي 3. ملامح الناجحين عبد الحميد البلالي 4. ديوان الشافعي 5. ديوان المتنبي 6. مهندسوا الحياة د/ علي الحمادي 7. التربية الجهادية عبد العزيز الجليل 8. الجليس الصالح 9. أبو بكر الصديق د/ علي الصلابي 10. تاريخ الخلفاء جلال الدين السيوطي 11. مناقب الإمام أحمد 12. الممتاز في مناقب الشيخ ابن باز د/عائض القرني 13. مواقف وذكريات مع كبار العلماء عبد الكريم المقرن | |
| | | nowhy عضو شغال
عدد المساهمات : 689 تاريخ الميلاد : 16/06/1992 تاريخ التسجيل : 15/11/2009 العمر : 32 الموقع : el7or.forumsline.com العمل/الترفيه : medical records department المزاج : عادي
| موضوع: رد: الرجل الالف ..... الأربعاء فبراير 03, 2010 9:24 pm | |
| يارب يكون الموضوع عجب
هو منقول للفائده | |
| | | eslam mohamed عضو صغيور
عدد المساهمات : 2 تاريخ الميلاد : 30/11/1994 تاريخ التسجيل : 02/02/2010 العمر : 29 العمل/الترفيه : ولا حاجة المزاج : كويس
| موضوع: رد: الرجل الالف ..... الخميس فبراير 04, 2010 1:08 am | |
| | |
| | | nowhy عضو شغال
عدد المساهمات : 689 تاريخ الميلاد : 16/06/1992 تاريخ التسجيل : 15/11/2009 العمر : 32 الموقع : el7or.forumsline.com العمل/الترفيه : medical records department المزاج : عادي
| موضوع: رد: الرجل الالف ..... الخميس فبراير 04, 2010 5:30 am | |
| اهلا بيك اسلام
الشكر لله وحده
شكرا لمرورك يا قمر
no why | |
| | | لحن الحياة عضو شغال
عدد المساهمات : 705 تاريخ الميلاد : 03/04/1989 تاريخ التسجيل : 23/06/2009 العمر : 35 العمل/الترفيه : طالبة المزاج : عادي
| موضوع: رد: الرجل الالف ..... الأربعاء فبراير 10, 2010 7:39 pm | |
| تسلم ايدك جزاك الله خيرا وجعلها في ميزان حسناتك | |
| | | | الرجل الالف ..... | |
|
مواضيع مماثلة | |
|
| صلاحيات هذا المنتدى: | لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
| |
| |
| |