أخوانى فى هذه المدونه أوضح ماهيه الحب وحقيقته وواقعيته ولكن على اولا أن أسأل أخى و أختى حبك من أى نوع ؟
حبك من أى نوعتوجد فى نظرى عدة تقسيمات للحب يندرج تحتها أنواع مختلفة هى:
1- الحب حسب الوحدة المتحكمة فيه
2- الحب حسب درجة واقعيته
3- الحب حسب مشروعيته
4- الحب حسب غايته
5- الحب حسب سببه
أنواع الحب حسب الوحدة المتحكمة فيه 1-حب بالقلب فقط :وهو من أكثر أنواع الحب انتشاراً بين الشباب هذه الأيام ويعنى أن يحب كل طرف الأخر بقلبه فقط دون أي اعتبار للعقل فقد يحب شاب فتاة لأنها جميلة أو جريئة أو لأي صفة خارجية أخرى في حين أن عقله يقول له أنها لا تناسبه سواء بسبب نقص الدين أو الخلق أو أي شى أخر مما لا يدرك سوى بالعقل فنراه يلغى عقله ويحكم قلبه فقط فيكون القلب هو الوحدة المتحكمة فى الحب
تتمثل خطورة هذا الحب أن القلب سمى قلب لأنه متقلب فقد ينتهي الحب إذا زال السبب الذي نشأ من أجله أو بمجرد أن يحكم الإنسان عقله ويجد أن هذا الشخص لا يناسبه ولكن متى ؟بعد فوات الأوان
2
- حب بالعقل فقط :وهو نوع من أنواع الحب يستخدم فيه العقل فقط دون أي اعتبار للقلب فقد يحب شاب فتاة لصفة أو أكثر مما يتم إدراكها بالعقل مثل الذكاء أو الثراء أو الأدب دون اعتبار لوجود ميل أو عاطفة بينهما
تتمثل خطورة هذا الحب فى أن الحياة سوف تكون صعبة بينهما نظراً لقلة العواطف وسوف تكون حياة مادية بحتة خالية من الروحانيات التى هى أجمل ما فى الحب وأيضا إذا حدث تغير فى العوامل التى أقتنع بها العقل سوف يؤثر سلبا على العلاقة بأكملها وقد يتسبب فى تدميرها
3
- حب بالقلب والعقل معاً :وهو أسمى أنواع الحب فالمحب هنا يستخدم قلبه وعقله معا ًوكلا منهما له دور
فدور القلب يتمثل فى الجانب الروحانى من مشاعر نبيلة وعواطف صادقة
ودور العقل يكون فى الجانب العملى فبالإضافة إلى دوره فى الاختيار منذ البداية فإن له وظيفة التنسيق والرقابة:
وظيفة التنسيق تقوم على الربط بين الجانب الروحانى وبين احتياجات كل طرف بما يساعده للوصول للسعادة
وظيفة الرقابة تحول دون تحول هذا الحب إلى مسار أخر قد يؤدى الى نتيجة مماثلة للنوعين السابقين
فقد يحب الرجل زوجته لما وجد فيها من صفات مقنعة للعقل مثل التدين والأخلاق بالإضافة إلى صفات أخرى جاذبة للقلب مثل الجمال والجاذبية كذلك الزوجة تحب زوجها ليس فقط لأنه زوجها ويفترض عليها حبه بل هناك صفات أخرى تدعم هذا الحب مثل أن يكون مثلا جذاب ورومانسى وحنون أو غيرها من السمات القلبية التى لها دورا كبيراً فى تنمية روابط المحبة وقبل هذا كله بالطبع تقوى الله عز وجل
الحب حسب درجه واقعيته:1-
حب وهمى :وهو ما يسمى بالمراهقة أو النزوة فهو نوع من أنواع الحب ينشأ بتسرع تحت تأثير ظروف معينة ولكنه ليس حباً حقيقيا ولكن مجرد أوهام يراها صاحبها من بعيد ويرسم عليها أمال وأحلام حتى إذا أقترب منها وجدها مجرد سراب تماماً مثلما يرى الظمأن فى الصحراء سراب على أنه ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئأ وهذا الحب سريعاً ما يزول فيكتشف صاحبه أنه كان أعمى ولم يرى الأمر على حقيقته
2
- حب حقيقى :وهو الحب الذى ينشأ وفقاً لأصول وجذور أشترك فى تحديدها القلب والعقل معاً أهمها تقوى الله وأخذ وقته الكافى لكى ينشأ وينمو وهو حب ثابت بمرور الزمن لأنه مبنى على ثوابت وأسس واقعيه يصعب تغيرها فيكون الحب حباً حقيقياً عندما لا يكون هناك أى غموض فيه ويكون صاحبه على دراية تامة بكل جوانبه المادية والروحانية
الحب حسب مشروعيته 1
- حب شرعى :وهو الحب الذى يكون من خلال سبيل شرعى ورسمى كالخطوبة أو الزواج أو ما يكون قبل الخطوبة بهدف الزواج وتحت شروط واضحة حددها الاسلام فالاسلام لا يمنع الحب ولكنه يمنع التعدى على هذا الحب بأى شكل من أشكال الاعتداءات اللفظية والسمعية واللمسية غير المشروعة
2
- حب غير شرعى :وهو منتشر كثيراً تلك الايام وهو لا يكون من خلال سبيل شرعى بل غالباً ما يكون فى الظلام
وهو غير شرعى لعدة أسباب أهمها :أنه لا يكون بنية الزواج ولكن بغرض قضاء بعض الأوقات أو للتسلية أو للمصلحة
فضلا عن ما يكون فيه من تعدى للحدود من اختلاط وخلوة غير شرعية بل قد يصل الى أكثر من ذلك
فهو عادة ما يبدأ بصحبه ثم يتتطور الى أن ينتهى أما بالوقوع فى علاقة محرمة أو ينتهى بصدمة وفراق مخلفاً وراءه رواسب يصعب التخلص منها حتى بعد زواج كل طرف من انسان أخر
الحب حسب غايته1
- حب في الله : وهو أسمى أنواع الحب بل هو الحب الحقيقي الوحيد الذي يصلح أن يطلق عليه أسم حب
تتردد كثيرا هذه الكلمة حب في الله ولكن ما هو معناه ؟ وكيف يكون حبي في الله ؟
يكون الحب في الله عندما يحب كل طرف الأخر لما يجد فيه من صفات يحبها الله ويرضاها وأهمها التقوى والأخلاق الحميدة مع الإبقاء على دور القلب في الشعور بالألفة المتبادلة بين الطرفين هذا الحب تربطه روابط أخرى إضافية عن غيره من أنواع الحب الأخرى هذه الروابط تجعل من الصعب أن صح هذا الحب أن يتأثر أو يتغير بل إنها تعمل على تنميته باستمرار فهو حب موصول لأنه ينتهي إلى الله وحبل الله موصول
2
- حب غايته الهوى :وهو عكس الحب في الله فهو حب لحاجة في هوى النفس دون اعتبار لأي شيء أخروهذا الحب سريعاً ما يسقط لأن النفس لا ترضى شيء أبد ولا تتوقف عند حد معين بل تمتد شهواتها مع الزمن ويصبح ما هو مرغوب فيه بالأمس غير مرغوب فيه اليوم وما هو مرغوب فيه اليوم لن يكن مرغوب فيه في المستقبل
الحب من حيث سببه1
- حب للجسد :وهو حب مادي بحت فقد يحب الرجل والمرأة بعضهما للمظهر والشكل الخارجي دون اعتبار للصفات والطباع الداخلية فهذا الحب مثل البالون مليء بالهواء إذا أصابه سطح حاد انفجر الإنسان فمثلاً قد يحب شاب فتاة لمجرد أنها جميلة وبعد فترة من الزواج يقل هذا الجمال لأي سبب من الأسباب فماذا يكون مصير هذا الحب ؟بالطبع سوف يتأثر هذا الحب وقد يزول لزوال سببه فالمظاهر الخارجية ليست كل شيء والأهم منها هو شخصية
2
- حب الروح :فالحب الروحاني هو الأصل لأن الجسد يفنى ولكن الروح باقية وطالما الأرواح طالما كان سبب الحب باقي
فيكون الحب باقي تبعاً لبقاء سببه فالأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تنافر منها اختلف (صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم)
وتوجد أنواع أخرى مختلفة للحب ولكن هدفي هنا أن أشرح مفهوم معين لكل نوع ذكرته فى هذا البحث أرجو أن يكون قد أخذ طريقه إلى أذهان الجميع
ما هو الحب ؟
منذ نعومة أظافرى وأنا أرسم فى خيالى صورة لحياة رومانسية الى أعلى درجة وأخذت أبحث عن تعريف للحب حسب تصورى له حتى وجدت أن : الحب ليس كلمة تقال أو شعور يوصف فالحب عبارة عن مجموعة مترابطة ومتكاملة من المشاعر والاحاسيس الداخلية التى تتولد من بعض المؤثرات الخارجية تتمثل فى قاعدة أساسية من من الصفات والسمات والملامح التى يراها كل طرف فى الطرف الآخر ويرى أنها تحقق له كل ما يتمناه لكى تصبح حياته سعيدة
والحب الحقيقى فى نظرى هو الحب فى الله بمعنى أن يحب كل طرف اللآخر لما وجد فيه من صفات يحبها الله ويرضاها وليس معنى ذلك إلغاء دور القلب فى الحب لأنه يبقى له دوراً أساسياً فى الشعور بالألفة المتبادلة بين الطرفين التى تتطور بدورها لتولد الحب وهذا لا يمكن قياسه إلا من خلال القلب
فالإنسان عندما يحب انسان أخر فإنه يطمئن اليه ويسكن اليه ويرغب فى تواجده معه دائما فيشكو له عما يشعر به من ألام ويجد فى ذلك راحة كبيرة ويحب أن يشاركه أوقات السعادة ويرغب أن يراه كلما أغلق عيناه فهو بذلك قد وجد معنى السكن الحقيقى الذى ذكره الله فى قوله (
ومن أياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة )
وبعد أن تحدثنا عن مفهوم الحب دعونا نتحدث عن أهميته إذ أن :
العاطفة حاجة فطرية فى طبيعة النفس البشرية فالإنسان لا يستطيع أن يعيش فى هذا الكون الفسيح بدون مشاعر تربطه بمن فيه فدعنا نتصور مجتمع يخلو من العواطف فالزوج لا يحب زوجته والأب لا يحب أولاده والأخ لا يحب أخيه فهل يستمر هذا المجتمع لفترة طويلة من الزمن ؟
فالبديل لوجود الحب هو وجود الكراهية التى تؤدى بدورها الى الإنقراض حيث أن:
الحب = الاستمرار الكراهية = الإانقراض
إذا فالحب هو سر الحياة بشكل عام وسر السعادة فى الحياة بشكل خاص فالمحبة هى حياة القلوب وغذاء الروح وليس للقلب لذة ولا نعيم ولا فلاح ولا حياة إلا بها وإذا فقدها القلب كان ألمه أعظم من ألم العين إذا فقدت نورها والأذن إذا فقدت سمعها وفساد القلب يكون إذا خلا من محبة فاطرة وبارئة
إذاً فالحب أمراً واقعياً وليس بخيال ولا يمكن تجاهله ومنكره هو بلا شك إنسان غير اجتماعى بالمرة ولن يستطيع أن يتفاعل مع المجتمع من حوله
وهذا هو مفهومى عن الحب وأهميتهما هو الحب ؟
وهل يمكن أن يكون واقعاً حقيقياً أم أنه مجرد خيال؟
وما هى أهمية الحب فى حياة الانسان ؟
وما هى ضوابط وشروط الحب ؟
وما هى أنواعه وتقسيماته؟
وما هى مراحله والتطور الزمنى له؟ كل هذه الاسئلة وغيرها أحاول الاجابة عليها من خلال هذا العرض المفصل لهذا البحث عن(
الحب كما ينبغى أن يكون) الذى كتبته بعد مناقشه مع اصدقائى فى الجامعة بغرض تقديمه لزوجتى الحبيبة فى المستقبل حتى أصف لها مفهومى عن الحب وأختم رحلتي في تلك الجزيرة بجزء من قصيدة نثرية كتبتها لزوجتى المستقبليه وهى بعنوان حبى لها
حبى لها
حبي لهاهو حب حقيقي بالقلب والعقل والروح معاً
بدايته الله نهايته الله وبين البداية والنهاية بحر من العشق
حبى لها هو حب روحانى لا ينتهى حتى بالموت
فالأرواح لا تموت
وطالما الأرواح لا تموت فحبى لها موجود
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هذه المدونه مجهود شخصى واتمنى أن تنال على أعجابكم
حقوق الطبع والنشر محفوظه © 2003
محاسب محمد حامد